الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة زهيرة بن عمار: نترك للمشاهد متعة الانتظار واكتشاف الجزء الثاني من «ناعورة الهواء»

نشر في  17 ديسمبر 2014  (11:15)

المسرح لــــن يمـــوت بفــــضـــل جمــــهــــور متعـــطــش للفرجة

رغم غياب دام ثماني سنوات عن الدراما التفلزية، فان سيدة المسرح والسينما الممثلة زهيرة بن عمار تمكنت من ترك انطباع جيد وردود أفعال ايجابية بعد مشاركتها الاخيرة في مسلسل «ناعورة الهواء» الذي تصدر خلال رمضان الفارط نسب المشاهدة.
زهيرة بن عمار التي برزت وتميزت في اعمال تلفزية كسلسلة «لوتيل» وغيرها، في رصيدها ريبرتوارها في المسرح والسينما حيث عملت مع الفاضل الجعايبي في أربع مسرحيات وهي: «عرب»، «كوميديا»، «فاميليا»، و«عشاق المقهى المهجور». وظهرت في «وناس القلوب» لمحمد إدريس، و«كاليغولا» لقيس رستم، و«فهمتلا» لتوفيق الجبالي، إضافة إلى مشاركتها المميزة في عدد من أفلام الموجة الجديدة مثل: «حلفاوين» و«صيف حلق الواد» لفريد بو غدير، و«صمت القصور» لمفيدة التلاتلي. اشتغلت زهيرة بن عمار على قضايا جوهرية وراهنة تتصل بالواقع السياسي والاجتماعي، وبحثت في أعمالها عن فردية المرأة وتمرّدها في مجتمعاتٍ تهدِّد وجودها واستقلاليتها. في العام 2000، أسست فضاءً خاصاً بها، وقدمت من خلاله عدداً من العروض التي لاقت استحساناً جماهيرياً ونقدياً واسعاً. حول جديدها وامور اخرى التقينا ببـن عمار وكان لنا معها هذا الحوار.


بلغنا انك بصدد تصوير الجزء الثاني من مسلسل ناعورة الهواء، فهل من معطيات حول هذا الجزء؟
كل ما أعلمه ان نيّة انجاز جزء ثان واردة جدا، خاصة وان نهاية الجزء الاول من هذا العمل الدرامي كانت مفتوحة، اما بخصوص مشاركتي من عدمها فلا علم لي، فهذا الأمر منوط بتطور الاحداث وبالسيناريست. كل ما أعلمه ان الشخصيات القارة التي ستسجل حضورها في الجزء الثاني، هم أفراد عائلة «أمي اليامنة « وعائلة عمار والمافيا، كما ان الجزء الثاني سيشهد حتما تطورات على مستوى الحبكة الدرامية والشخصيات والاحداث .. عموما سندع للمشاهد متعة الانتظار واكتشاف جديد هذا الجزء من مسلسل لاقى نجاحا كبيرا في جزئه الاول.
 رغم كل ما توفره التلفزة من شهرة وأضواء فان للمسرح نكهة أخرى، فكيف تتعامل زهيرة بن عمار مع هذين العالمين؟
 شخصيا لا فرق لديّ بين المسرح والسينما، فللمسرح نكهة خاصة من ناحية علاقة التفاعل بين الممثل والجمهور، نفس الامر بالنسبة
 للتلفزة التي تخلق لك جمهورا آخرا ومميزا، عموما لكل ميدان خصوصياته ومميزاته . في نفس السياق، افيدك ان الممثل يكسب جمهورا اوسع في صورة تمكنه من العمل في المسرح او السينما او الدراما وهذا الامر لصالحه، كما ان للمتفرج اهمية كبرى في تقدم الممثل من خلال نقده وتجاوبه وتفاعله مع ادائه وادواره.
 كانت لك عديد المشاركات في ورشات مسرحية في بعض الدول العربية والأجنبية، فماهي برأيك الحلول الناجعة في ترغيب الناشئة في المسرح؟
الطفل هو شاب الغدّ، ورجل الغدّ وجمهور الغدّ، ومن الضروري تكثيف الأنشطة الثقافية في رياض الأطفال والمدارس والمعاهد الاعدادية والثانوية بهدف زرع حب المسرح والفن في شخصية كل طفل . من جهة اخرى ارى انه من المهم صقل مواهب الاطفال منذ الصغر اضافة الى حسن اختيار الاعمال الفنية الموجهة الى الاطفال . من جهتي عملت كثيرا في ورشات مسرحية لايماني بان الفضاءات والنوادي الثقافية مهمة للغاية لتطوير أداء الشباب وتقريبهم من عالم المسرح .
علاقة الشعوب العربيّة مع المسرح علاقة مرضيّة، فماهي أبرز أسباب هذه القطيعة؟
لا أوافقك الرّأي، لأنّ القطاع المسرحي في تونس له حضور متميّز وحتى خارج تونس، الجمهور العربي جمهور متعطّش للفرجة المسرحيّة. انطلاقا من مهنتي كممثلّة بالأساس في الميدان المسرحي أؤمن بهذا الإختصاص وأدعمه، هناك جمهور مسرحي والحمد الله رغم التأثيرات الكثيرة وتنوّع وسائل التسلية كالأنترنات، مكانة المسرح لازالت راسخة وموجودة ولا تموت.
أصبحنا نعيش في مجتمع سماته العنف المادي واللفظي، فماهو دور المسرح اليوم في مواجهة هذه الظاهرة؟
المسرح هو مرآة المجتمع، إذ هو يطرح القضايا الاجتماعية والسياسية والفكرية التي تشغل المجتمع ولو لم يكن يمتلك الأجوبة الشافية لتلك الأسئلة.. في نظري، المسرح ينبّه، يحذّر، يستشرف المستقبل، وهذا هو دوره بالأساس.. المسرح لا يحب الصّمت، فهو يعالج القضايا بتعريتها.

حاورتها: مروى القنيشي